يوسف/محمد الصغير الجلالي

بواسطة -

يوسف

أنا...من أنا؟
أنا يوسف و هذا الذئب أخي.
أنا المقاتل نيابة عن أمة باعت رشادها
فقاتلت في صفوف المعتدي
أنا المستباح تاريخي و عرضي و المستباح دمي.
أنا الذي ولغ إخوة الكلاب في دمي.
أنا الحامل أشلائي و أكفاني و موتي فوق ظهري
              و مفاتيحي بيدي.
أنا المتهم بالشجاعة و بصون الكرامة
                             و بكوني أبي.

أنا...من أنا؟
أنا يوسف و هذا الذئب أخي.
أنا من حاولوا بيعه في حفلات الوطء و الشرب
                          و الرقص و اللحم الطري.
هذه أرضي...و تلك سمائي
                         و هذا النجم لي.
و ذاك شاهد قبر أبي.
هذه زيتونة جدي و تلك دروبي في الصخر
                       عَبَّدَتها رجلي و يدي.

أنا...من أنا؟
أنا يوسف و هذا الذئب أخي.
أنا العنقاء تبعث من رماد
                    و أنا النبر في الصوت الشجي.
أنا انبلاج الصبح في الفجر الندي
أنا الموعود بالنصر...و النصر بطي.
أنا المُحاصَر و المُجوَّع و المعطش و المصادر حقه
                   في العيش الكريم و في الموت السوي
أنا المستباح عرضه و المستباح دمي.
أنا قاهر الأعداء لا سيف لي لا رمح لي
                  و لكن بيدي.
يعقوب ! لا تحزن فأنا الطوفان و الزلزال و السيل الأتي.

أنا...من أنا؟
أنا يوسف و هذا الذئب أخي.
أنا الفاعل المرفوع.
أنا الصوت القوي.
أنا الممنوع من الصرف.
                        و أنا العصي.
أنا المُضرَّج بدمي.
أنا المستباح كله.
و المراد له أن يباع كالمخدِّر مقَسَّمَا و مهَرَّبَا و خفي.
أنا الذي وُطئْت بناته... سُرِقَت رفاته
                     و الوشم في ظاهر اليد.
أنا لا أنسى ...و لن أنسى.
أنا من لا يُقَبِّل أعداءه.
أنا الشاهد و أنا الشهيد
                   و أنا السخي بدمي.
أنا من حاول الأعراب بيعه.
أنا من سرق الأعراب سيفه.
أنا الجَرِيء.

أنا...من أنا؟
أنا يوسف و هذا الذئب أخي.
أنا ضاد اللسان.
أنا باء البداية...أنا نون النهايه.
أنا الذي لم يُقَبِّل عدوه... لا ولا كل دجال قمي.
أنا صوت من لا صوت له.
أنا صوت الصبايا المرَوَّعَات و الثكالى المرضعات
                       أنا صوت الصبي.
يا أبي ! لا تحزن.
فأنا صاحب "الغول" و "الغول" أخي.
و أنا المقاتل و أنا المقاتل و أنا المقاتل .
لن أساوم - يا أبي- لن أساوم لن أساوم .
سأقاوم -يا أبي- سأقاتل سأقاتل.
فأنا صاحب لامات ثلاثه.
                     لا أنثني.
أ. محمد الصغير الجلالي.تونس

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جاء النصر/سمير الغزالي

بواسطة -
صورة
(جاءَ النَّصرُ) وافر بقلمي : سمير موسى الغزالي ظلامٌ دامسٌ في كُلِّ شِبرٍ وحِقدٌ ماكرٌ في الكونِ غافِ دِمانا في الشّوارع قد أُريقتْ مِنَ الأكبادِ فينا والشِّغافِ نَبيتُ به فلا نرجو صباحاً عدوّ الشّامِ فوقَ الدَّمِّ طافِ ظننا أنه أسدٌ هصور أبو الثأثاءِ يَثغو كالخرافِ ... ... ... فأوّلُها يُنادى لا يُلبّي وخوفٌ يَعتليهم من هُتافي وثانيها بِقتل الشّعبِ يُردي بَريئاً كانَ يَسعى للكَفافِ ويَخطِفُ رَبَّ بَيتٍ قد تداعى له دَمعُ الأحبةِ والرِّعافِ ويَنهبُ كُلَّ خيرِ الأرضِ حِقداً غُثاءُ السَّيلِ يُنذرُ بالجفافِ كَجُرذٍ فَرَّ مَذعوراً جَباناً سَبى الأوطانَ ثالثةِ الأثافي ... ... ... أنا سرُّ البَلاغةِ مِنْ دِماءٍ وسيفي مِنْ ضِيا الشَّمسَينِ صافِ شهيدُ الحقِّ في دربِ انعتاقي دمُ الشّهدا كَنورِ الشَّمسِ شافِ كَتبنا بالدِّماءِ حُروفَ نَصرٍ قَصيدَ النَّصرِ من طُهرِ القَوافي فحُرٌ بالفداءِ يفيضُ نصراً وحُرٌ يَفتديكم بالعَفافِ ... ... ... ذُرا العلياءِ تعشقُ كُلَّ حُرٍّ بِجُحرِ الضَّبّ رأسُ الذُّلِّ حافِ ولولا نبعُ طُهرٍ من دِمانا لَسارَ الدَّهرُ ...
Read more »

طاب المنبر/ عمادفاضل

بواسطة -
صورة
طاب المنبر سَلِمَتْ يَدَاكَ وَدَامَ عِطْرُكَ يَقْطُرُ فَوْقَ الصّحَائفِ بِالبَيَانِ وَيُزْهِرُ عَيْنٌ تَرَى فِيهِ المَرَابِعَ جَنّةً وَتَرَى الحَيَاةَ أمَامَهَا تَتَعَطّرُ يَا صَاحِبِ القلَمِ المُضِيءِ لِغَيرِهِ طابَتْ بِكَ الدّنْيَا وَطَابَ المِنْبَرُ دَعْوَاكَ شَرْحٌ للْصّدُورِ وَرَاحَةٌ وَخُطَاكَ إصْلَاحٌ لِمَا هُوَ مُقْفِرُ حَيّاكَ مِنْ عَلْيَائِهِ رَبُّ الوَرَى وَحَمَاكَ مِنْ عَيْنٍ تُصِيبُ فَتَكْسِرُ ما كُنْتَ يَوْمًا للْجَهَالَةِ عَاشِقًا أوْ كُنْتَ يَوْمًا فِي الخَبَائِثِ تُبْحِرُ اسَفِي عَلَى الجَمْعِ المُكَبّلِ بِالهَوَى وَعَلَى الّذِي يُؤْذِي الأنَامَ وَيَغْدرُ دُنْيَاهُ لَهْوٌ فِي الحَيَاةِ وَزِينَةٌ وَالعُمْرُ يَجْرِي وَالمَنِيّةُ تَنْظُرُ وَاللّهِ لَوْ عَلِمَ المُسِيءُ لِلَحْظَةٍ عُقْبَى الأمُورِ لَمَا غَدَا يَتَجَبّرُ شَأْنُ الأكَارِمِ فِي المَعَزّةِ سَابِحٌ وَوُجُوهُ لُؤْمٍ فِي النّوَى تَتَحَسّرُ بقلمي : عماد فاضل(س. ح) البلد : الجزائر
Read more »

كل على فعله مسؤول/ عماد فاضل

بواسطة -
صورة
كلٌّ على فعْله مسْؤول لَا تَنْظُرَنَّ لِمَا قَالُوا وَمَا قِيلَا وَلَا تُقَدّمْ لِأهْلِ الْجَهْلِ تَعْلِيلَا كُنْ بِمَا أمَرَ الرّحْمَنُ مُلْتَزُمًا وَعُدْ لِنُورِ الهُدَى رَتّلْهُ تَرْتِيلَا دُنْيَاكَ تَحْكُمُهَا يَا صَاحِبِي سُنَنٌ وَمَا لِسُنّةِ مَنْ سَوّاكَ تبْدِيلَا تَفَادَ إنْ كُنْتَ بالمَقْدُورِ مُكْتَفِيًا شَرّ التّعَاسَةِ لَا تَنْعَ الأقَاوِيلَا إنّ الحَيَاةَ ابْتلَاءَاتّ تُلَازِمُنَا وَمَا لَنَا عَنْ صُرُوفِ الدّهْرِ تَحْوِيلَا أيّامُنَا دُوَلٌ تجْري عقَارِبُهَا وَالأمْرُ مِنْ أمَدٍ مَا كَانَ مَجْهُولَا كَالبَرْقِ تَجْتَازُ أشْوَاطًا عَلَى عَجَلٍ وَالنّاسُ مِنْ جَشَعٍ تَجْني الأبَاطِيلَا كُلُّ الصّنَائعِ عِيْنُ اللّه تُبْصِرُهَا وَكَانَ عَنْ فِعْلِهِ الإنْسَانُ مَسْؤُولَا بقلمي : عماد فاضل(س. ح) البلد : الجزائر
Read more »