الأوطان/ بوهدي المختار
الأوطان
بقلم الأستاذ بوهدي المختار
الوطن وإن كان رقعة ترابية لها حدود برية ، وبحرية ، ومجال جوي ، تجيش الدول الجيوش ، و تعد ترسانتها العسكرية للدفاع عنها ، وقد تفني عشرات الألاف من جنودها من أجل متر تراب ، ومن أجل مضيق صغير ، أو جزيرة في وسط البحار ...
ولكنه أعمق من ذلك ؛ فهو الأم الحنون ، بحضنها ، ودفء شمسها ، و بهوائها النقي ، و بفساحة ما في نفسك من شعور بالحرية ، وأن كل فرد من أفراده ملك ، و سلطان يمشي حرا طليقا ، بجواره إخوانه و إن تباعد نسبهم ، يحس أن المصير واحد ، و المستقبل ، و العزة لكل فرد من أفراده ، و فما قيمة كرامة ابن وهران ، إن مس ابن بجاية ، و ابن تمنراست ،؛ لقد علمنا التاريخ أن عميروش استشهد على باب. الصحراء وسلاحه بيده قادما من شمال الوطن ، وإن زرنوح محمد استشهد غير بعيد من مسقط رأس عميروش و هو ابن الجلفةكانا رفيقين معا شمال الحضنة والبيبان وجرجرة ... لقد تعلموا في مدرسة نوفمبر أن الروح تهون ، و الابن ، و الزوج في سبيل الوطن بترابه و معتقداته ، و ثقافته ....
و الأوطان أمان ، و إن كان الظلم فيها ، وهي شبع ، و حتى و لو جعت فيها ، يكفيك تحليقك في سمائها ، والوقوف وقفة الأسود في قممها ، فتحسدك الطيور حينما تراك تحس بالحرية أكثر منها في السماء على أرض أوطانك ، وتترك لك النسور ، و الأسود القمم لأنك السيد على ترابها ...
و إن اختلفت مع إخوانك فما دمت على أرض وطنك فمن المنطق أن تختلف فوجهة نظرك المختلفة عن أخيك تجعل الرؤى تزداد ثراء ، اما إذا نقلت الخلاف لتراب العدو. فعند ذلك تكون خائنا تقدم للأعداء اخطر سلاح وهو سلاح الفرقة فقوة الاوطان في الظروف الصعبة حين يرى الأعداء اتفاق كلمة ابنائها ، و اتحادهم ولكم العبرة من تاريخكم العظيم يا ابناء الجزائر
بقلم الأستاذ : بوهدي المختار مدرسة أشبال الأمة المسيلة الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق