مأساة المعلم/ أحمد حسانين الضبع


( ١٣)
مأساة المعلم
[الكامل]
الشاعر أحمد عبد المقصود أحمد حسانين الشاعرأحمد عبد المقصود الضبع
-------------------
حَسْبُ المُعلِّمِ أنْ يُبَجَّلَ فى( السَّما )!/
عِوَضاً لِما لاقى هُنا وتألَّما !!
وإذا بحثْت عن المُعلِّمِ فى الدُنا /
ألفيتهُ يَلقى المَتاعِبَ مُرْغَما !
فى كُلِّ آونةٍ تَجرُّعُ غُصّةٍ
وبِكُلِّ زاويَّةٍ يُصادِفُ أرْقَما !
جَهِلَ الجميعُ سموَّهُ و مكانهُ /
هلْ تُجْهَلُ الأقمارُ إلَّا مِنْ عَمَى !
بَلَغِ العُلا والمَجْدَ فى أخلاقهِ !/
ويظلُّ من فرطِ العجائبِ مُعْدِما !
غرسَ الفضيلةَ والتُّقى فى أرضِنا /
أجَزَاؤهُ أن يضمَحِلَّ ويُرْجَما !
يغدو ويصبِحُ بائساً فى ذلَّةٍ /
لو كانَ من أهل الفُجورِ تَنعَّما !
تلقاهُ فى طولِ الزَّمانِ مُفكِّراً
قَلِقاً عَبُوساً شارِداً مُتَجَهّما
فى العقل حاسوبٌ يَظَلُّ مُعدِّداً
أرقامَ مَنْ مَنُّوا عليهِ تَكَرُّما !
مَنُّوا بأقساطٍ تُسدَّدُ آجلاً
فأَصابَه الإحْباطُ مِنْ هذى الدُّمى !
يرنوا إلى الأنهارِ تحْتَ ضِياعِهمْ
وأَبَوا لهُ إلَّا مُقاساة الظَّما !!
كتمَ الجراحَ عن التّلاميذ فَما /
تلقاهُ فى (فصلٍ ) سوى مُتَبسّما !
يتعاهَدُ الثَّمرَ الزّكيّ بِريٍّهِ !
يتنفَّسُ الصُّعَداءَ فى وقْتِ النَّما !
وتراهُ فى درْس الطبيعة بارِعاً
وتَراهُ شيخاً فى العُلومِ مُعمّمَا !
لُغَويُ عصرٍ وارثاً مَنْ قدْ مضى !
مُتدبِّراً كُلَّ اللُّغاتِ مُتَرْجِما !
عَرَفَ الحوادثَ أصلها وحديثها
فغدا لما يخفى (كتاباً مُعْجما ) !
يَتَطاولُ الصَّرحُ المَشيد بِفَضْلِهِ !
وبِغيرهِ يُمْسى البِناءُ مُهدَّما !
الشاعر أحمد عبد المقصود أحمد حسانين الضبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جاء النصر/سمير الغزالي

طاب المنبر/ عمادفاضل

كل على فعله مسؤول/ عماد فاضل